مازلت أنتظر و بين حنايا الروح جمرة لا تنطفئ وبيدي روح أخرى تضئ لي الطريق. ما زلت أنتظر وفي داخلي حسرات السنين التي تلاشت وكأنها ثوان . ما زلت أنتظر وفي الحلق عبرات يأبى لها الكبرياء أن تتقطر أدمعا. مازال هناك في الصميم حزن وذاكرة تتشبث بالألم كأنه كل الحياة . ما زلت أحدق في الوجود أبحث عما لا يُرى ولا يُحس بل لا يُعقل. ما أمر أن ننتظر ما لا يمكن أن تأتي به الأيام وتجحده الحياة وتنكر وجوده . ما أصعب على الروح أن تعيش بين المستحيل الذي تأمله ,والواقع المر الذي تحياه. ومازالت التساؤلات التي لا تجد
تنسلخ أرواحنا من أجسادها وترتفع . تتأوه الآلام وتنعتق القلوب وتترنح الخطوات المتعبة ,وتهوي الأجساد . ونحن مازلنا نحدق في حياتنا المملة . ونبحث عن سعادة مدفونة في ملامحنا التي فقدت نضرة الحياة . نزرع أشجار من الأمل ونسقيها بدموع المحبة وننتظر لها أن تنمو . فإذا بها تذوي قبل أن تشق الأرض . نمد الأكف لتصبح حمام سلام بيننا فإذا بنا نجد ألف كف تسحقها بقبضة من حقد أسود . نغفوا ونحن في قصور من الوهم الخادع ونطليها بألوان من الطيف فإذا نحن استيقظنا نجد أنا في كهوف مظلمة رطبة . نتزاحم على موارد الحياة ونتصارع على الفتات وبأيدينا