31 أكتوبر
2017

هائم على وجهي لا أعرف إلى أين الوجهة , كنت أعرف أني في مفترق طريق وأني بت شيئا فاقد ًاكونه شيئا . لست أعرف كيف أبدأ الكلام كنت أتلعثم وأخلط بين فكرة وأخرى . الناس حولي كانوا يتجاوزوني  وفي سخرية صارخة يهزون أكتافهم ويمضون .

أنا الذي لا أدري إلى أين أمضي, إن توقفت عند بوابة مغلقة لم أطرق بابها ولن أفعل, هؤلاء الذي يطرقون البواب فقدوا الأمان في أرواحهم أما أنا فأماني في روحي لا أحتاج لأن أطرق بابا مغلقا ,إن فتح دلفت وإلا غيرت ألوجهة .

ما ثمة شيء يغريني بشيء , كلهم لهم ذات الوجوه وذات الأفواه والكلمات, أنا وحدي الذي أتحدث بطريقة مختلفة وربما لي وجه مختلف .

لست أبالي بمن يتجاهلني ولا بمن يرمقني من أطراف شرفته وكأني بصقة السماء على الأرض .لست أهتم . ثمة يقين في داخلي يتغلب على كل ما لديهم من شكوك .

وكنت أمر من بين أيديهم فيحدقون بي ولسانهم يشكر الله أن لم يجعلهم مثلي ,بينما أنا أشكر الله ليل نهار أن لم أكن مثلهم  .

ولست أدري أين العقل فيما يفعلون ؟ فهم يتصارعون بالقلوب ويتصافحون بالأيدي, ويبتسمون لبعضهم بلباقة وهم يغتابون بعضهم بإصرار .أما أنا فوجهي يعلن عما في قلبي ويدي ترتجف حين تجبر على أن تمتد لتصافح من لا يصافحه قلبي .

أنا أضحك مقهقها حين أراهم لأني أرى قلوبهم الفارغة, ويضحكون حين يروني لأنهم يستهينون بعقلي وأنا أسخر من قلوبهم  .

لست بحاجة لمكان ولست أهتم لزمان كأنما الكون كله ملكي , حيث أقف ويحث أنام وحيث اجلس هذا مكاني ملكي حيث أضع جسدي . أما الزمان فأنا ابن الوقت أعيش اللحظة ولا يعنيني ما يأتي بعدها .

إني أشفق علي من يتمدد في الزمان فلا يبلغ مداه وعمره محدود و أجله قادم .

أحدق في هذا الذي يراقبني في  المرآة ساخر ًا مني متحديا لي, أحدثه فيكتفي بمراقبتي, أتأمله فتغور نظرته القاسية الجريئة في روحي .

أتخفّى منه فيختفي, أفاجئه بالظهور فيقفز ثانية في وجهي . المسكين لم يمل ولم أمل حتى صرخوا فيّ : يا أبله هذا أنت !

لاشيء يتفوق عليّ غير إحساسي بآلام جسدي هذه الآلام التي كانت تغلبني ,أما روحي فهي لا شيء يحد سعادتها وقد تخلصت من قيودكم.

twitter facebook digg delicious linkedin technorati stumbleupon

الرد



1٬999
HTML CSS