في الوقت الذي كنت تظنك قويًا ومتماسكًا لأنك تقبض بقلبك على إنسان تميزه وتعطيه من روحك قبل قلبك ومن قلبك قبل أي شيء آخر ،في تلك اللحظة التي كنت تظنه كل شيء لك ومنك وفيك تفقد القدرة على أن تعرف من أنت على وجه التحديد ،وماذا تريد منه ومنك .تعرف في لحظة أنك خنت نفسك حين جعلتها ظلًا يختفي وراء ظل آخر.
لا تكن ظلًا لأحد ،وكن أنت وكما تحب ان تكون وكما تريد أن تكون . لا تنتظر من أحد من أن يهبك الأمان إن لم يكن أمانك مستمد من روحك فلا تعتقد أنك تستمده من أحد مهما كان هذا الأحد لصيق روحك وتوأم قلبك .لا لن تجد الأمان إلا مع نفسك وبنفسك ،ولا تحاول أن تذيب ذلك الغشاء الرقيق بينك وبين روحك الأخرى التي انفصلت عنك وصارت غيرك .أنت بكل ما فيك إنسان متفرد تبدو متألقًا في سقف السماء كنجمة وتبدو الدنيا في عينك صغيرة جدًا ،وتصغر أكثر كلما سموت وتعاليت عن صغائر البشر وارتقيت على ظنونهم وشكوكهم وحبهم وكرههم وغدرهم ووفائهم .