حكاية {1}
ليس ثمة ما يمنع أن نكون كما نحب ولكنا نحن نستلقي في انتظار شيء فوق قدرتنا ليغيرنا لما نحب.
كنت أحزم أمتعتي للسفر وكانت الجو غائما و عتمة الليل تخفي كثير من تفاصيل المدينة التي جئتها زائرا , حقيقة كانت هي من ضمن ما حملته معي حين غادرت موطني تركتها وهربت مثل شيطان أرتكب غوايته ثم تخلى .
لم يكن من بد أن أفر وما كانت تستطيع أن تعترض . كنت لئيما أعرف ذلك, وكانت متحفظة وهي تعرف ذلك .لا تظنوا أني ارتكبت معها محرما لا لم نفعل ولكن جرمنا أنا أحببنا بعضنا في زمان ومكان خاطئين .
وهكذا باح للورق بسره لكنه أخفى بقية الحكاية قالت له أنت طائر نورس لا يمكن أن تترك مواني السفر .ابتسم في نفسه وهو يعرف لم يباغتها بحضور ثم يباغتها بغياب .
كان عنيدا متطرفا في كل شيء يريدها حبا عنيفا فكانت بالنسبة إليه كذلك أما هي فلازالت متحفظة لا زالت تخاف وتتقي وتتوقى .
حرضها على نفسه وقدم لها باقات حب مغلفة بكثير من الكلام الجميل, ولكنها كانت تسكت ولا تعلق .
كنت أحمل حزنا أبديا خلق معي مذ ولدت لم أستطع منه فكاكا , وقد قلت لها أني لا أستطيع أن أكون كما أحب, هناك أمور كثيرة جعلت مني هذا الذي يتحدث إليك .قلت عني متطرفا , نعم أنا متطرف في حبك في رغباتي . حين أريد أمرا فلا أقبل عليه إلا حين يكون بمقدوري أن أحوزه كله وإلا سأتركه كله .
وما كان بمقدورها أن تحاسبه على تطرفه معها , أحبته وانقادت روحها إليه دون أن يكون لها خيار . كانت محاسبته على غياب طويل وحضور وامض أمرا لا تستطيع أن تفعله؛ لأنها لا تملك الحق ولا تستطيع أن تطرده من روحها بعد أن صار يملك عليها هاجسها .
كنت كمن يغمر بحبه عند الغياب فإذا حضر لدغته روحك المتحفظة ولعن حضوره توقيك وشكوك, فأعود أدراجي كما جئت أكثر اشمئزازا من نفسي وأكثر ظمأ إليك وحرمانا منك .
وكما باح للورق باح لها فلم تستقبل كلامه إلا بلوم وعتاب أغضبه .
لم يكن حبه لي غير حب تملك أو هو أرادني كما تريد الأرض مطرا في مواسم الجفاف .