حين يقبل الشهر الكريم تقبل معه كل الذكريات الجميلة وتتجرد صور الطفولة أمامي بكل حلاوتها وجمالها وبراءتها . أتذكر أيام رمضان أول ما وعيت عليه ونحن في مدينتنا الدافئة بقلوب أهلها ومحبتهم لبعضهم , الجميلة بطبيعتها الطائف. أتذكر الحارة الرائعة بأهلها وأزقتها و أتذكر الجيران وأصدقاء وصديقات الطفولة . أتذكر جيدا كيف كان لرمضان نكهته المحببة وكيف كنا نلهو إلى ما قبل المغرب عند باب بيتنا حيث تطلب أمي ـ أبقاها الله ـ ألا نبتعد. نلهو بناتا وأولادا . لاشيء يجمعنا غير براءة الطفولة و نزاهة القلوب وسلامة النوايا . وحين تغرب الشمس نؤوب إلى منازلنا لنلتقي بالاسرة عند الإفطار ,ورائحة
تأتيني بروح مرهقة تقتحم الصمت المتيبس من ثنايا لجام الليل تتقوس مخاوفي وتهطل مطر بلا صوت بلا ماء تسيل الأوجاع مع كل التفاصيل وينحدر الوقت مترهلا بلا دقائق مازلت أتعرف إليك أتحسس روحي في ثنايا كفك المبسوطة وأتلمس تجاعيد حزنك الأبدي كيف وصلني وجهك في الزحام ؟ وكيف اقتحم علي خلوتي ؟ هطول مباغت للأسى لاشيء يدعوك إلى الاقتراب لاشيء يؤلمني غير كفك المبسوطة أعجز أن أصافحها وأنت في تباين الأشياء في خطاي المثقلة أنت في طوفان يحاصر روحي . في كل الأشياء أنت أهوال تزرعني عند أبواب مغلقة ووجوه تشبه الأبواب لا تفتح الجوهرة 11 /8 /1432
للغموض المستكين للأقدار المتربصة للدروب المعلقة على أرصفة الضياع وجدتك لتطعنني لحظات سعادة مشنوقة لتغتالني وجوه تتكفن بعتمة ووجهك خارطة حزني الأبدي تـتبلل أيامنا بفقد يستكين الصمت في أضلع الوجع فتمطرك الذكرى سحابة ممحلة ذاكرة جدباء ترنو إلى الخريف تسجن بداخلنا روائح العتمة تجهض زخات المطر قبل الهطول وتتوجع أجسادنا بنا إني خطى تستجدي الطريق ترسم الفراغ تمنح الصمت صوتا و لظلك الوجود وأنت نصل خديعة ووجهك المغلق يشرع بوابات الوهم المسترسل في قلق أزلي يجوب متاهات الروح يتنزه فينا الفناء يقتص منا يتركنا لموت مؤجل جريمة أنّا بقينا 29 / 7 /1432 الجوهرة