تسيل الروح كقطرة ماء واجد الفضاء الرحب يضيق والروح تخرج من الجسد بصمت مهيب لترتفع وترتفع وتريني الكون صغير بليد بلا وجه عار ٍ بلا ثياب والبشر يغرقون وبدمائهم يغتسلون ثم تهوي في جوف قبر فتحل العتمة ويسود السكون وتفوح من حولي رائحة التراب وأصغي لصمت وأحاول الحراك فيضيق فضاه وتلك الديدان قد أحست برطوبته ونداه زحفت نحوي لم يمنعها الكفن فاخترقت حماه فوقي تحتي بين أضلعي رتعت في كل جزء هتكت حتى حياه صارت تنخر تأكل تمتص احتست ماء العين فسال ورعت اللسان فارتاح الكلام وهذا القلب لا لا تأكليه دعيه قد أثخنته الجراح وملأته الصدوع ولن تجني
لاتسل ! من ذاك ؟ من ذا يكون ؟ يطوف بي مع الليل يزور ويهمس يتسلل من بعض جنون يقتحم الليل عتمة صمتا سكون يوجد خوفا يضرم جمرا يلهب نارا من تجويف العتمة يتسرب يثير غبارا ينشر دخانا يخترق جدارا بيني وبين الوعي يمج سعارا يوقظ ثأرا يرهب يرعب يصرع قلبا يسبي أملا و في الذهن يجوب يتسرب يتهرب يتلاشى يـبقي عارا ودمارا يضحي ليلا ونهار ثم يذوب في العتمة شتات يسكن ليلا يخرس صمتا يخنق موتا و دَما ود ِما ورائحة غبار و ظمأ وبعض النور يأبى الظهور وفراغ فراغ وحزن يثور وغيبا و غـبا و فراغ فراغ و
وشوشة هي الحياة وكأنها حلم غفوة هو العمر ورحلة لا تطول ذراعي عاجزة وفي الحلق سكين الوهن يدب في أوراق العمر فتتساقط وهي ما زالت خضراء. عواء الذئاب يصم سمعي وأظل أنتظر صياح الديكة ونداء المآذن حتى خيط النور بات بعيدا الأفاعي تزحف حولي وفي كل يوم لها جلود وفي جبين العمر جمرة تلهب ما تبقى منه لا يلوح في الأفق نور ولا يرافقني في طريقي الوعرة غير أحاسيس ماتت وقبرها صدري وخيانة زرعت في العين عتمة وفي القلب خنجر ماعدت أرى ولا أسمع ولا حتى أحس شككت في وجودي وتيقنت من مماتي من قال أن للحياة وجوه ومن قال
لاترحلي أيتها الحبيبة فأنا لا أتصور حياة لستي فيها. لاترحلي فالوجود بدونك مظلم ,فأنت لي الوجود كله. لا ترحلي يا أعز الناس يامن ملأت حياتي حباً وحناناً. لاترحلي وتتركيني كطفل يتيم تتعلق نظراته بالمعزين دون أن يعي ماحوله . فأي حياة ستكون لي بدون أن أستشعر خفق قلبك ونبض إحساسك يحيط بي يغمرني بالسعادة ويملؤني بالسكينة. لاتحملي هموم الحياة دون أن أشاطرك شيئاً منها .ابقي بجانبي شاركيني دروب الحياة فمن لحزني إن استلقي بداخلي ومن لفرحي إن رفرف فوق سمائي لمن أنثر خلجات نفسي ولمن أشكو آهات سنيني وأعري ذاتي أمامه دون خجل يا رفيقة الطفولة ياصديقة الصبا يامن غمرني
وجه كان و لا يزال ينتزع علي خلوتي وعينان لا تزالان تحدقان بي وكأني قد جئت من المجهول أو كأنها من كون أخر جاءت وكأن بي ما ليس في باقي البشر او كأنها تبصر وتستطلع الغيب من خلال ملامحي . خدشت نظراتها حيائي وهتكت ستر وجهي وغارت بل تغورت في عمق ذاتي حتى بعثرت ماتبقى مني كإنسان . تفرست بي حتى كشفت لي من نفسي ما لا اعرفه ,وصرعت تحفظي وقتلت أسراري التي ماكنت حتى اعرفها . وجه ألفته حتى بات أقرب إلي من وجهي وعينان صرت أرى الحياة بها . وشيئا فشيئا صار هذا الوجه يستعمرني كلي وينشيء بداخلي