حين نغيب تبقى أرواحنا متشبثة بالمكان ويبقى عبق تلك الأرواح لا يلغيه كر أيام حتى وكأن الجدران تشربت بنا وبروائح أجسادنا واحتفظت بأصداء أصواتنا .إن الغياب لا يعني إلا مزيدا من الحضور . اخترت احرفي وانقيت كلماتي ولكني لم أختر ان توجه إليك إنها انسكبت كما ينسكب الماء نحو مصبه فاتجهت إليك رغم مراوغتي و محاذيري , تخونني قدرتي على التعبير هل لأني لازلت أحدق في ذات المكان وذات الزمان ؟ أم لا زلت مسكونة بك حتى أفرغت من كل شيء حتى اللغة ؟ تُرى من يستطيع أن يبتر ماضيه من حاضره وإن يقتطع نفسه من نفسه ؟ أيها العزيز