لله هذه الأفكار التي تسوقني كما يسوق الضرير الضرير ,

ثم تقف بي عند بوابة يقولون عنها الحياة ,وتضع يدي على مقبض البوابة وتهمس : انتهى دوري .

ثم تضمحل بين سرب من الأوهام,تحط بلا إذن  في مسام الذهن

تظللني وتسكب من مخاوف العمر الآفل  لزوجة الموت وبرودته ,

وتهطل بعدها أفكار مجنونة تنهل من صبري وتطوح بي في صحراء سنوات القحط والمجاعة .

لا شيء هنا يمكن أن يرى ولا شيء هنا يمكن أن يحس

كل شيء بات كخيوط الظل الأسود .

وأحاول أن أخنق شهقات النزف الأخير فتخونني قواي ويدركني ضعفي .

قاصرة يميني وعاجز ساعدي  ومكشوف ظهري ,

لاشيء يسترني غير رداء العفة .

تذرف أيامي ساعاتها وثوانيها وتتسمر الخطى عند بوابة الحياة فلا ولوج ولا خروج .

تشرب الأوقات وجعي ثم تعود وتسقيني إياها بلا ملل ولا إبطاء

تتمطى مخاوفي فوق اللاوعي, وتتخطى حدود الممكن ,ثم تنسل ؛ فإذا بي الهث فوق غيمة من الكدر .

تأمل يستشف الكون, ويسرق لحظاته الملونة من نظرة في السماء , فأطير بأجنحة من نور حيث رغوة السحب وألوان قوس الرحمة .

حينها فقط يدثرني ثوب اليقين ,و تمطرني سحابة الرضا ,فتغسلني من همومي وتعيدني لبوابة الحياة ,وحينها أكون قد أنهيت كثيرا من خطى الحياة وباتت لحظات الانتظار على وشك الانتهاء.

الجوهرة

27/ 5/ 1432 هـ

twitter facebook digg delicious linkedin technorati stumbleupon

الرد

2 تعليقان على “عند بوابة الحياة”

  1. يقول المخلصة للغة الضاد:

    لله هذه الأفكارالتي تسوقني كمايسوق الضريرالضرير..
    كل شىءبات كخيوط الظل الأسود..
    وأحاول أن أخنق شهقات النزف الأخيرفتخونني قواي ويدركني ضعفي..
    تذرف أيامي ساعاتهاوثوانيهاوتتسمرالخطى عندبوابة الحياة فلاولوج ولاخروج..
    تشرب الأوقات وجعي ثم تعود وتسقيني إياه بلاملل ولاإبطاء..
    حينهافقط يدثرني ثوب اليقين،وتمطرني سحابة الرضا،فتغسلني من همومي وتعيدني إلى بوابة الحياة،وحينهاأكون قدأنهيت كثيرامن خطى الحياة،وباتت لحظات الانتظارعلى وشك الانتهاء..
    مقدمة رائعة،وخاتمةأروع ختمت بالتفاؤل والرضا!
    كم يمتعني مداد قلمك النازف بالمشاعرالصادقة!
    تحياتي واحترامي لك،،

    • يقول الجوهرة عبدالله السلولي:

      المخلصة ,
      عزيزتي أشكر لك مرورك الكريم الذي دائما ما يعطر روحي بالسعادة .
      تقديري
      الجوهرة



2٬653
HTML CSS