المطر الأسود وليلة مزعجة
رأيت وكأنما سفينة ترسو ولكن ليس على بحر ,رأيتها ترسو على رمال ذهبية .
رأيت أفواجا من البشر لا ترتدي ثيابا مألوفة .
تقف فوق السفينة وتحاول النزول ,وعلى وجوههم شيء واحد لم أره ولكني أحسسته ؛
كان الشعور بالخوف والرهبة والترقب مرسوما واضحا على تلك الوجوه .
رأيت القمر صار قمرين وبجوارهما الشمس .
كان ضوء القمرين يخبو شيئا فشيئا, وكان ضوء الشمس يتضاعف
حتى ألهبت حرارتها الرمال .
ثم أحسست وكأن الأرض تهتز , ثم مادت السفينة بأهلها قليلا .
وصار الصراخ يسمع واضحا يخرج مبحوحا من حناجر البشر الغرباء .
كان العرق يتصبب منهم , وهم منشغلون ينظرون للأفق ينتظرون أمرا ما .
وفجأة انشقت السماء وصارت ترمي بماء أسود ثقيل .
وهم يحاولون أن يتقوه, ولكنهم لم يجدوا من دونه ملجأ ولا منه مفرا , فبلل ثيابهم بل لطخها وسود وجوههم .
فتدافعوا يقفزون من السفينة الضخمة نحو الأرض الرملية الملتهبة .
لأمر ما كانوا يقفزون إلى لهيب الرمل .
لأمر ما لا أعرفه كانوا يصرخون .
لأمر ما لم أفهمه كانوا ينظرون وينتظرون .
و كأنما هذا الماء الأسود الذي لا يمكن أن يكون مطر خير
علامة تأمرهم بترك السفينة .
لا أحد منهم ينظر أو ينتظر أحدا , ولا أحد منهم يعبأ بأحد , كان كل منهم يحاول النجاة
أما السفينة فصارت تغرق في جوف الرمل , وهم يتراكضون من حولها هاربين .
بينما ظل البعض متأخرا لم تساعده قواه ولا عزيمته أن يترك السفينة حين تركها الباقون .و حين لم يفهم رسالة ذلك الماء الأسود كما فهمها البعض الذين غادروا ,
وبقي حين قُدر له أن يغرق في جوف الرمال وهو ينظر للناجين نظرة من لا يرجو أن يكون معهم .
ولم يمهله تفكيره لكي يغبطهم أو يحسدهم على النجاة وكان ظنه أنهم أفضل منه حالا وأسعد منه مآلا .
ولم يمهله القدر ليرى مصيرهم , وليدرك أنه هو الأفضل قدرا ؛
فهم ما إن وضعوا أقدامهم على الأرض مبتعدين عن السفينة حتى صارت تذوب من حرارة الرمضاء.
لم تفلح قفزاتهم عاليا في الهواء أن تنقذهم من الاحتراق حتى العظم .
فعقروا أرضا ,وصاروا يتلوون ألما وأجسادهم تذوب بسرعة .
وصرخاتهم تذوي في حلوقهم شيئا فشيئا حتى ما عادوا قادرين حتى على الهمس .
حينها صار المطر الأسود يسقط بغزارة ويدفن الجثث المتفحمة ويغطي وجه الأرض الرملية الملتهبة .
فاكتست بالسواد وعم السكون و رائحة غريبة صارت تنتشر .
رأيتني وأنا ضائعة في هذا الفلك الغريب من العالم ,
ولم أكن بين أهل السفينة ولا من أهل الرمضاء فحمدت الله ,وحال بيني ويبنهم وشاح النور الذي توشحت به البرية .
هكذا كانت ليلة أوهام مزعجة .
الجوهرة
ابدااعااتك كثييره
بحيث يعجز لسااني عن التعبيير بمدى اعجابي بهاااا
انتي قدووه كثيير من طاالبااااتك
انتي وررده تفووح ابدااع وجماالااا
اتمنى لكي المزييد من التققدم والنجاااح
طاالبتتتك3\ع
قصه غريبه تشعرين بالخوف وكأنكي عالقه في هذا المكان لامحاله وخائفه
ولاتعلمين ماذا ستفعلين واين تذهبين شكرا على القصه يا
استاذتي المبدعه والمتألقه 😉
والى المزيد من النجاح
قصة صاخبة بالأحداث ، والمواقف المزعجة ، ربما تحكي عن موقف ما ، أومواقف وقعت في معترك الحياة ..لاأقول غيرإني استمتعت بقراءتها ، وبمواقفهاالمثيرة .
كم يشرفني ويمتعني المروربين إبداعاتك ! .
تحياتي العاطرة
العزيزة المخلصة للغة الضاد ,
هي هلوسات في ليلة محمومة تصور حقيقة غامضة تطوف بنا خلف عتمة الحياة دون أن نعي لها معني ومعناها في تلافيف الحياة لمن تأمل .
لك خالص شكري وتقديري على متابعتك
الجوهرة