أمام طاولتها المنعزلة كانت دائما ما تجلس شاردة , وحين أطرح سؤالا تبدو كما لو أني انتزعتها من عالمها ,فتحدق بي برهة ثم تقف جامدة بلا جواب .
ألم تذاكري ؟
تهز رأسها بالنفي .
لم ؟
لا ترفع عينيها وتلوذ بالصمت .
أطلب منها الجلوس فتجلس . وأعود للشرح فتعود للشرود .
حسنا يا عزيزتي , ما الذي يشغل هذا الرأس الصغير ؟
لم يفارقني وجهها الحزين ولا تحديقها إليّ بعينين شاردتين .
تحدثت إليها لوحدنا فبكت ولم تقل إلا كلمة تعتذر : عذرا أنا آسفة . وغطت وجهها بكلتا يديها واسترسلت في بكاء .
قلت لها : حسنا يا عزيزتي ,أبكي طالما البكاء يريحك .
للحديث بقية
المدرسةالمحضن والمحك التربوي للطلب بعدأسرته؛ فالطالب بحاجة للمحضن الذي ليس فقط مجرد للتعليم والتلقين؛ بل لتفهم سلوكياته والمشاكل التي تحيط من حوله؛ فطالب اليوم غيرطالب الأمس؛ فطالب اليوم أصبح هناك أطراف أخرى تتدخل في توجيه سلوكه، وقديلجأ إليها في حل الصعوبات والمشكلات التي تواجهه، وأعني بذلك وسائل الإعلام، ومايتوفرله من أجهزةتقنية؛فالعالم أصبح قرية صغيرةومفتوح ،ولذلك فإن عاتق الوالدين والمعلم أصبح ثقيلا جدا ومهم .بالنسبة للعب دور مهم في توجيه وتربية الطالب ليكون عضوا نافعا لنفسه ومجتمعه.
موقف رائع من مربية قبل أن تكون معلمة؛ تحاكي وتشعر بمشكلات وهموم تلميذاتها، وللحديث بقية، في انتظار.
خالص الاحترام والتقدير.
نعم هذا كله صحيح , ولكن لابد أن يكون للأهل دور في الحد من كل هذه المؤثرات .
شكرا لك يا عزيزتي