12 مايو
2014
في ماذا وعلى ماذا نعقد الآمال ؟ أبعد أن جفلت الدروب خطانا وولجت بنا دروبا ليست لنا ؟ أبعد ان تقطرت أيام العمر ونفض العمر من بهجته ؟
قل لي أيها العزيز , على ماذا سأعقد آمالي ؟وبماذا يمكن لي أن أردم تلك الهوة السحيقة التي مازالت تتسع مذ فقدتك؟
تبا لصمت لا يعرف متى ينهمر كئيبا،وتبا لكلام لا يعرف متى يكسر قيوده هادرا. إن لكل وقت حديثه أو صمته ونحن نشفق على الأرواح منههما حين ينهمر أحدهما مجحفا ظالما  هادرا يصفق الأرواح بأوهام مربكة أو آلام مباغتة .يا عزيزي , كم دفعنا ثمن صمتنا غاليا وكم صفعنا هدير الكلام الظالم !
ولكني ما عدت أريد إلا عزلتي أغزل منها حكمة يلبسها عقلي ليفهم لم الحياة هكذا ولم البشر على هذا النحو؟
لن تسامحنا أوقاتنا ولن يتسامح معنا الوقت ، سيقتص منا ندما وسيرمي بنا في منفاه ضياعا وتشظيا.وأنت تعرف معنى أن ننفى من الحياة ونطرد من العمر. فماذا عليّ أن أفعل بعد أن أدركت مغبة الصمت أو خطر الكلام . وبماذا تستدل  الخطى على دروب لا اعوجاج فيها .وكم من أيام انزلقت من أعمارنا وهي لا تتعدى كونها خيطا منسلا من ثياب العمر , والأيام لن تعرف الأرتواء منا وهي تهدر في وجه الأعمار, فلم نعلق أوقاتنا على مشاجب الانتظار والترقب ونهدرها بلا قيمة والانتظار طاحونة الأعمار وها قد طحنتنا وذرتنا في وجه الريح ,ولم تبق شيئا منا غير رذاذ ذكرى في بعض الذواكر الوفية .
يا عزيزي ,
الحنين يشعل وقود البكاء، والوقت يحرق العمر ويمضي بلا اكتراث، فلم بالله عليك نجترح الذنب بعد الذنب هجرا للأرواح ونفيا للقلوب في هاوية الفقد,  وها قد بلغت حدا في غيابك وأبصرت الوقت بدونك وفهمت ما يعنيه خلو الأرواح بعد إياب وسفر طويل ؟
وماذا يمكن للقلوب أن تبصر بعد أن فقدت بصيرتها؟
أوَ كلما تقلصت الأرواح على حنينها ازدادت المسافات أشواكا, وتلفعت الدروب بالعتمة ! فماذا تجنيه الأرواح من انكماش الشعور فيها غير هطول البَرَد؟وماذا يمكن أن يتجلى للباحث في الظُلَم عن النور ؟ وماذا يعني أنين الناي في مد الصمت والسكون؟
وماذا يعني صوته إن لم يصل إليك كثيفا كما كان.؟! وماذا يضيفه كبرياء الخطى في عثرات تتتابع ودروب وعرة غير خديعة ينسجها الكبرياء على أسطح  الروح حتى تخر عاجزة .وعرفت كم من حدث يندس في ثنايا روحي صامتا يتوارى وراء ظلك الكثيف !
أحدق بك فلا أراك وأمد يدي للظل فيتوارى .وإني أستجلي الوضوح فيتمسك الظل بأهداب العتمة ويمد جسده مستلقيا على كل الدرب ، وأحاول أن أستدل به عليك فلا أجدك وأجد أن الظل سرقك مني,فهل أصدق ظلك أم أصدقك أم أصدق حديثاً مندسًا وراء كل شيء قلته؟
لا أعرف طالما أن هناك مع الصمت عتمة رمت بملاءتها على كل شيء.
سيبقى هناك ما تحمله لك الروح فيضا عبقا لا تمسه يد الحياة ولا الأيام مهما تدفقت .
كن بخير
1435/ 7/ 12
الجوهرة
twitter facebook digg delicious linkedin technorati stumbleupon

الرد



1٬940
HTML CSS