18 يوليو
2016

ما كنت أعرف كيف أبدا هذه القصة الغريبة . وغرابتها المحيرة لا تكمن في شدة واقعيتها مع عدم الثقة في أن تكون حقيقة .

هي لم تولد بعد لكنها جاءت على أية حال من الماضي وحلت في الحاضر وصارت هي .

رغما عنها تشكلت كما لم ترد وصارت مزيجا من مجموعة أسئلة محيرة لم تتمكن هي من أن تجيب عليها فامتلأت بالحيرة وكبرت بها .

لا زلت أذكر تلك الصفرة الغامضة المحزنة عند الغروب التي تكسو ذلك الدهليز الصغير الذي كنا نجلس فيه صغارا نستذكر دروسنا ونكتب واجباتنا المدرسية . غموض الساعة تسلل إلى روحي غموضا أبديا .

وها أنا أتجاوز المرحلة بعقود ولا زلت أحس بتلك الصفرة الغامضة وقت الغروب تبعثني  من الذاكرة وتستحضر ذلك الدهليز .

في جلسة كنت فيها أحدق في وجه الممثلة الباكي وهي تستحضر انكسارات دربها و تجهش باكية في وجه أحدهم  .دمعة بائسة انسلت من عيني فقلبت القناة .

أسمع الآن وقع أقدام أبي قبل أن يدخل نحن في حالة فوضى؛ نستقيم ونقطع كل حديث ونتسمر, ولا زالت صفرة المغرب تسكن روحي رهبة وغموضا.

أهي أنا التي كانت تسترق نظرات حب لأبيها ممزوجة بخوف واحترام في حين كان هو  مشغول بغيرها يحدثهم ويلاطف من يصطفي منهم .

تنهمر الصور محملة بذاكرة عاطفية وأصوات ووجوه وأحبه رحلوا .أعود  لأقلب في القنوات عادت الممثلة ذاتها. لازالت تتحدث بصوت مضجر ووجها الباكي يحتقن بالدموع .

إحساس بالحزن المقلق داهمني الضجر. أغلقت الرائي وبقيت أحدق في الفراغ ولازال وجه الممثلة لابثا في ذهني كما لو أني لم أطفئ الشاشة .

هل تجاوزتني الحياة وأنا لازلت أراقبها من بعيد ؟ انهارت كل وسائل الدعم واستسلمت للمرارة .

twitter facebook digg delicious linkedin technorati stumbleupon

الرد



8٬564
HTML CSS