تألقت في روحي كشمس في صبح يوم شاتٍ وأرسلت روحك خلف حجب الموت تقول لي لم أغب عنك . عرفتك مذ عرفت نفسي ولكن غيابك أفقدني صواب الحُكم فزلت خطاي وتهت بحثا عنك .
وها أنا أعود إليك كما أنا ومعي ركام خيبات وغبار انكسارات وحروب خاسرة فماذا يمكنك ان ترمم في هذه الروح بعد ؟ ألم تجتاز الوجود وبوابات السماء وترحل ؟ لم رحلت وتركت في روحي تلك الندبة التي لا يداويها شيء ؟
إن روحي لن تجد مكانها ولا لحمتها إلا أن جازت السماء إليك .ابن السماء أنت, وإن انقضت أيام عمرك بين أبناء التراب .
ها أنت تعود كومضة نجم بعيد ,أحدق بك وأحس بروحي تومض نورا وقلبي ينسل بين أضلعي وأدري أني لست إلا غافية أسترقك من ضباب الأحلام وركام الذكريات وأعود بدونك أكثر فقدا وعجزا وأقل رغبة في أن أتلمس واقعي وأستحضر دقات عقارب الساعة وهي تلدغ الوقت تذكرني بما عليّ أن أكونه .
لست أدري من منا أكثر رغبة في أن يكون حيث هو , لكني أدري أني حين أحدق في الوجوه وأسمع الأحاديث أعرف إلى أي حد تتسع المسافات بيني وبينك وبيني وبين الناس ؛ فأغرق في موجة أسى لا توصلني إلى شيء ولا تنقلني لشيء ,وتبقيني على حافة اللاشيء أبحث عن نفسي فلا أجدها وأحدق بك فلا أصل إليك, وما من شيء يملأ هذا الفراغ الذي يلتهم كل ما أتمسك به فينزلق مني غائبا في وسط الفراغ .
ماذا أريد منك وماذا أريد من نفسي ؟ أسئلة لا أعرف لها إجابة غير أني لازلت أبحث عنك في طيات وجوه وأشباح أرواح فلا أجدك ولا أتعرف عليك .
لا بأس هكذا هي الأمور تصل بمن بذر روحه في روح غابت عن الوجود .لا تأسف عليّ وقد قد عرفت أنّا مجرد ذرة هباء وسط هذا الكون بلا معنى .
كن بخير
هـ 13/10/1437