22 يوليو
2016
يتيمان يجمعهما المطار كلاهما يقصد سلوه ؛ السفر …

تأخر موعد إقلاع طائرتهما أحدهما يتيم توفى والديه .. والآخر وجد ذاته في دار رعاية من غير والدين ..!!

‎ينشأ الحوار كمدخل روحين ألفتا بعضهما في لحظات وقتية عابرة في صالة مطار يعج بأطياف من البشر ..!!.

حوار ‎بين يتيمين .. !!

لطالما آمنت أن الأرواح جنود مجندة هذا ما جال بذهني وشعوري يتجذر أن من يجاور مقعد انتظاري رجل أعرفه دون أن ألتقيه …!!

‎آآآآه يا ضجيج المطارات يختصر لنا فلسفة الحياة, يكون محطة زحام متسارع.ناس .قادمون..وناس مغادرون..فرح.. .. استقبال .. دموع فرح .. ودموع فراق ) ..!!

‎سأكتفي بقراءة كتاب ..تأمل..انتظار… للقلم سحره؛  أكتبُ مذكراتي …!!

‎جاري العزيز الذي يحتل المقعد المجاور  !

‎طلب مني مشاركته ارتشاف قهوة في مقهى المطار .

توجهنا لذات المكان مررنا بكشك بيع الكتب لا أدري أينا استبق الآخر فأيدينا عانقت نفس الكتاب( أيتام غيروا مجرى التاريخ) ..!!

‎كل منا أشترى نسخة من ذات الكتاب..

توجها للمقهى ..!!

‎قال ممكن: أعرفك..؟؟
‎عفواً.. تقصدني ..!!
‎حدثت نفسي أعرفه مؤمن بحدسي أتوقع  أن كلينا يتيمان..!
‎أبتسم  مرحبا : جمعتنا الوحدة .. والصدفة ..!!
‎قلت له حياك الله ما اسمك ..!!
‎(خالد) ..!!

حياك الله من شاب يافع ..!!
‎اسمي ( سمير) أبلغ من العمر أربعين بمعني أني عمك سمير..!!
‎خالد : حياك هو سن الحكمة وبياض الشعر..!!
‎سمير  : الرجل الكبير يقول إننا تاريخ قرب للمغيب .. وأنتم المستقبل ..أتتفق؟!

‎خالد : أكيد..!!

سمير  :  عيناك وهيبة المعاناة التي بدت على ملامحك رغم كبرياء الحزن فيك جعلتني أعرفك يتيم ..!!

‎خالد: أجهل قبل اليوم أنه واضح علي اليتم ..!!

سمير :  ليس كل عابر يرى, لكني عشت اليتم وتنفست ألمه ؛  لذا حفظت ملامح كل يتيم, أعيش دون أب لم أره قط  .. وأم سرقوها مني بأعرافهم القاسية,و إخوة ليس لي منها نصيب ,شردوني وتاريخي يطول باليتم ..قهر..قسوة مجتمع ..نشأت شبه وحيد, و رغم كل ما أنا فيه و الحمد لله إلا أن حزن طفل بداخلي لم ينته بعد هذا العمر, تفهمني أكيد ..!!

‎خالد .. يا عم كلنا أيتام في الحياة ..!!

‎سمير.: أنت تملك بطاقة عبور للمجتمع لا أملكها أنا ..!!

خالد: تعني الاسم القبلي..!!

سمير: هو ذلك ..!!

خالد: ألف لا بأس, فبعض البلاء أهل لتكفير الذنوب ..!!
‎سمير : يبصرك المجتمع جزء منه, أما أنا فدخيل بظرف أفتعلوه ثم وصموني بما لم أذنبه..!!

‎خالد: كلانا يتيم ,والمجتمع صنع فرق من مبدأ برر جريمتك بجريمه لم ترتكبها..!!

سمير : ليتك تخبرهم .. عش معي ثم أنتصر لنفسك..!!
‎اسمي..الأول(سمير) أختيار سريع من موظف يثبت الحاله ويدون أوراق  فيها , بدايات معاناة والاسم الثاني يتوارى خلف اسم افتراضي مركب يطاردني كشبح مرعب يجعل المجتمع ينسى من تكون, ويقف عنده ليعاقبني به في تناقض عجيب , بعُرف مجتمع تقليده أنني مجرم بتهمة بريء وتشتبك أعرافهم حد أستباحة أرواحنا..!!

‎خالد: أستوعبك, فأعظم الظلم متهم بلا إدانة, مُدينه مجتمع لا مُشرع ..!!

‎سمير؛ لو حكم المجتمع الشرع فينا لما بكينا ..!!
‎خالد : عم, الحياة قارب واسع لا يعترف بملكية الأنا ..قد يسعك ويسعنا..!!

سمير.. نخر الحزن أيامي, وتمنيت الموت ألف مرة عندما قالوا لي من أنجبوك من مس شيطاني غير حلال ..!!
‎حاقداً على ( أبوين) مجهولين لا إنسانية فيهما , تركوني للمجتمع المنشغل بي عنهم؛ نسيهم وعاقبني ..!! …أبكي ليلي بصوت مكبوت ,والصبر ربي رضيت فقوني ..!!
‎تضيق بي المدرسة, وروحي أكثر الأطفال صمتاً لأنهم قتلوا كل ابتسامة أمل بنبذ عجيب أجهل سر قوته ..قلوبهم صخر لا يلين وأكثر ما يثير اشمئزازي؛ مشفق لا يحسن التعامل ,أو رافض وقح لا يكف شر النظرات, وسوط اللسان عني ,وبداخلي طفل يتيم كبر قبل أن يكبر, وصنعت لي تاريخًا ومجدًا, لكن المؤلم أنني أظل في نظرهم ( لقيط حتى لو كنت سعودي).
‎في ساعة الهدوء تعبث بي الذكريات وقلبي ينهشه بشر, أشتم فيهم دماء برجوازية تذبح مشاعرنا المسفوحة ..!!
‎كم ليلة نمت بها وحاجتي لكفي أمي وحضن أبي..!!
‎كم ليلة رسمت فيها ملامح أمي أودعتها وسادتي حلم أرجوه عتب ..!!
‎كم مرة تتبعت نبض يدي وسؤالي زمرة دم أيهم أحمل ..!!
‎كم مرة شممت فيها ريح أمي خيالا  أقبله , بربك أي قلب تحملين ..!!
‎كم عيد كرهت, وسؤالي كيف يفرح الناس بعيدهم ..!!
‎كم ابتسامة مشفقة هربت منها وألقيتها في خانة الزيف والانكسار ..!!
‎كم عذر أختلقته لأمي وللناس و بكل عذر انتهي هي من مجتمع ظالم سلبني عمرًا.. وحقوقًا.
‎كم .. وكم .. والإرهاق حس لا يشعره أحد سواي..!!
‎رضينا بالتحدي لضغوط المجتمع  أسئلة تطاردنا ؛أولها من عائلتك؟ من أي قبيلة ؟

حتى أنت لم تستوف شروط التوظيف وشرطهم الناقص في (ال التعريف ) ,وما عقلوا أنهم مكمن الخطأ قبل الخطيئة . كبرت و صرت أنا ,كونت نفسي ,صنعتها فكرا..وحسا.. ورغم النجاح الذي حققته و كثير من (أخوتي وأخواتي بالدور)  إلا أننا لم نستطع خلق شهادات ميلاد تليق بمعيار المجتمع وتجعلنا نعبر لهم باسم ( لائق للزواج) وهنا مالا يدركه تخيلك أو تتصوره ظروفك..!!
‎بداية السيل المميت كيف تجرؤ.. ؟ ونهاية التشييع يستغفرون من الضحية المجرمة..!!
‎لا يدركون أني وعدت أمي بأم أحضنها بديلة عنها أشتم بها حنان الأم المزييف ..يجهلون أنني عشت بدار اليتم..طفلًا حالمًا ولا زال حالمًا بعد الأربعين .. فالحلم ليس زوجة أو أبناء بل أب وأم و أخ .. وأخت ..وعم ..وخال ..وأسرة.!!
‎حقنا المسروق بات حلما و هو ما لا يُطاق و لسان حالي يقول:
‎(قلت أبرضى بقسمتي وأطلب الفرحة سماح
‎يرجع يحاصرني الوهم كني جليد وسط نار
‎دائم على خير الزمان شمسي يغطيها وشاح
‎مليت ظلمة ليلتي من حقي أحلم بالنهار)
‎يبقى الحمد لله ,لسنا ضعافًا ولم نعد نبكي من مجتمع ضاق بنفسه قبل أن يضيق بنا ..ندرك أن في كل بلاء نعمه نشعرها لم نعد نسأل كيف ولماذا لأننا أقوياء تخطينا ما يعتقدون أنه معيق لنا وما نريده ليس إلا نهاراً يمنحنا  حقوقًا واجبه نسويها  باسم فروضهم غير العادلة  .أليس المرء بذاته؟
و هذا أنا تاريخ كبرياء ..!!

خالد.. لا فرق بين يتيمين الدين الزم و أنا و أنت, والموعد نهارك أنت حبيب النبي, فهات يدك قم معي و اترك هنا مولد فجر و رحيل ظلام بظلمه يغادر أرضنا وأحضنك, لك مني أب تشبهه و أم و أخ و أخت ..حقوقك تكبر..!! .. هاتها جروحك وانتمائي ما يُلغي وجودك .. قول كلنا واحد والفرق ملغي) ..!!‎كل تلك كانت نبضات روح لكنها تظل لحظات روحيه عابرة ..ثم تم النداء الصعود للطائرة .
جمع كل منا شتاته ثم سافر .. محملين بآهات الحرمان.. وشتات الوحدة.. وقسوة الزمن..وعنصرية مجتمع مأزووم بكهنوت الأحساب والأنساب..وقدسية الأصل والفصل والقبيلة..!!
سمير محمد
twitter facebook digg delicious linkedin technorati stumbleupon

الرد

6 تعليقات على “حوار الأيتام..!!”

  1. يقول رحيل:

    كما عودتنا جميله أحرفك نتمنا لك تحقيق الاماني وان نرا كتاباتك اكثر واكثر ??

  2. يقول الكوتش وفاء القرني:

    رائعة وتحكي أحد مشاكل مجتمع لا يتقدم يتمسك بقوانين البشر ويتجاهل الدين ..
    التقسيم الطبقي والتجاهل البشري والانساني لانكاد نقول عن شخص مثقف احسنت وابدعت إلا ونكتشف زاوية مظلمة في دماغة كتب عليها ثابت غير قابل لتعديل ولو ناقشته بعقيدته ربما يكون هناك متسع وقابلية لتغيير ..
    نعم نحن أمة تغير ماتشاء بالدين حسب الهوى ولكن لاتغير باطل من عادات وتقاليد وتعصب قبلي وغيرة ..
    أين نحن من أتركوها فأنها منتنة ؟؟
    واين نحن من لاتزر وازرة وزر أخرى!!
    متى نتحرر من العنصرية ونعمل بشرع رب عظيم؟؟
    أما اليتم فماذا عساني اقول وانا منهم رحم الله أبي ولا حرمني لقياه في جنات النعيم..
    ليس هناك اقسى من أن تكون يتيم الحياة سهلة وسعيدة مهما كانت وانت بكنف والديك ولكن بعدهما تكون اصلب من حجر فلا تكاد تنهض من صفعة الا وتلقيت الأخرى ..
    تجاهلو فأما اليتيم فلا تقهر..
    وتجاهلو أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا..

  3. يقول نجلاء خان:

    رائعه أحرفك عندما تعانقت رائعه هي عائله كلماتك اسمح لي انحني لك إجلال وفخر جميل هو شعورك

  4. يقول مرام:

    القصه جميله، …….

  5. يقول SafooAboudi:

    رغم العنا.. ابقى انا.. صامد مثل الجبال الراسيات.. رغم كل شيء تبقا رمزاً للنجاح.. اسعدك الله

  6. يقول سحر أبو شاهين:

    اخي سمير لديك مشاعر جياشة يمكن لها أن توضع في قالب لغوي أفضل من قالبها الحالي، الصياغة اللغوية لديك ضعيفة جدا ومازالت تقع في ذات الأخطاء التي ضمها كتابك، إذا كنت تحب الكتابه فمن الضروري جدا أن تحصل على دورات في الصياغة على يد متخصص ستفيدك كثيرا وترشدك لمواطن الضعف.



2٬509
HTML CSS