ماذا لو أعرتني وجهك ؟ تبترني من الحياة فتمضغ الحروف ألمي لا تغسلني أجهل طقوس الرجعة تغتاب حضوري نوارس الهجرة وتشتعل الأفكار توصد الحكمة أضواءها فأجترح الأخطاء والخطايا ماذا لو أعرتني وجهك ؟ وتبادلنا المقاعد حيث خطايا نبتت عندها المغفرة وسقوط من ذاكرة الذنب وسيفقد الوقت طنينه ويستأذنني زمن لأعلقه عند أنثى ساذجة وأتمرغ في ذاتي حتى لارتشاف وأنت ستدحرج صخرة الخطيئة التي لم ترتكبها ستلعق بقايا زمن أريق من خابيتك وتركك تتبرم منهك مترع بالغثيان مضمخ بالحسرة هادر فيك الألم ولا شيء بعد يهديك طقوس عودة ولا مغفرة من خطيئة فذاك أنت وهذه أنا 11 / 7/ 1432هـ الجوهرة
فيمَ تفكر ؟ لم تغلف أفارك بأغلفة سميكة ? و لم وضعت حولها سجونا وأسوارا ؟ اعبر نحوي مجتازا الزمن والمدى . ولا تقف عند تلك الأبواب المغلقة دون أن تقرعها .فالأبواب لاتفتح إن لم تقرع . تذكرني جيدا أيها العابر إلى رذاذ وقت انسحب مجرجرا ذيول هزائمك , أني هنا في عمق عمق الزمن المنسرب إلى كل تفاصيل الحياة التي تلفك. فيمَ تفكر —فيم تفكر ؟ اجتز المسافات المعلقة بيني وبينك والفراغ ,ولا ترحل قبل أن تلوح بيدك فأدري أنك راحل . قم إلى منفاك وابق فيه فما عادت حياة المنافي تقبلني وما عدت أقبلها . افرغ ما في
لله هذه الأفكار التي تسوقني كما يسوق الضرير الضرير , ثم تقف بي عند بوابة يقولون عنها الحياة ,وتضع يدي على مقبض البوابة وتهمس : انتهى دوري . ثم تضمحل بين سرب من الأوهام,تحط بلا إذن في مسام الذهن تظللني وتسكب من مخاوف العمر الآفل لزوجة الموت وبرودته , وتهطل بعدها أفكار مجنونة تنهل من صبري وتطوح بي في صحراء سنوات القحط والمجاعة . لا شيء هنا يمكن أن يرى ولا شيء هنا يمكن أن يحس كل شيء بات كخيوط الظل الأسود . وأحاول أن أخنق شهقات النزف الأخير فتخونني قواي ويدركني ضعفي . قاصرة يميني وعاجز ساعدي ومكشوف ظهري
تزورني صورتك في كل ليلة . وأجدك مطرقا تفكر ,ففيمَ يفكر من نفض عنه الدنيا وأفضى لخالق عظيم ؟ أيها الحبيب المسافر في فراغ الكون , صار الزمان والمكان ستارا صفيقا يفصلني عنك . أيها المغادر بلا إذن ولا وداع , لا تزرني في ليلي ؛ فلعل النوم يغفو فوق جفن مسهد . لا تحاول أن تخترق سجف الظلام ,ولا ركام الزمان والمكان الفاصل بيننا, فما عاد هناك بد من أن نصير إلى فراق , وما عاد هناك بد من أن تنتقيك الذاكرة لتبقى في بؤرتها ,وإن لم تزرني في المساء ,ولم تطرق نافذة الذهن لتقفز إليه . أيها المودع
كم علي أن أعانق صوت الريح ! كم علي أن أجدل الضوء من بؤرة الظلام ! أمتطي هزائمي وأشهر عجزي وتفلس ذاكرتي من صور الحياة مسكونة بالفراغ ممتلئ رأسي بعويل المساء تتسع دوائر الموت وتتسع معها لهفتي تنفث النهاية غبارها في وجهي أرتطم بجدار الصمت تتكسر المعاني تعتصر رمقها الأخير تجتاح رأسي فوضى تأبى أن تغادر حتى تترك لي ارتباك المعاني ونقص الكلمات وتشتت الحروف آهٍ أيها الساكن في عمق الذات, كم يقتلني صمتي ! كم يجرفني للهوة السحيقة خوف وهواجس ! آه ٍ أيها المقيم لم تبرح , دع لي بعض الرمق فلا أحد يهتم الجوهرة