تزورني صورتك في كل ليلة . وأجدك مطرقا تفكر ,ففيمَ يفكر من نفض عنه الدنيا وأفضى لخالق عظيم ؟ أيها الحبيب المسافر في فراغ الكون , صار الزمان والمكان ستارا صفيقا يفصلني عنك . أيها المغادر بلا إذن ولا وداع , لا تزرني في ليلي ؛ فلعل النوم يغفو فوق جفن مسهد . لا تحاول أن تخترق سجف الظلام ,ولا ركام الزمان والمكان الفاصل بيننا, فما عاد هناك بد من أن نصير إلى فراق , وما عاد هناك بد من أن تنتقيك الذاكرة لتبقى في بؤرتها ,وإن لم تزرني في المساء ,ولم تطرق نافذة الذهن لتقفز إليه . أيها المودع
ملكنا الغالي
الكاتب: شريفه محمد العبدلي
ملكي الغالي ملكت قلبي وجميع جوارحي ملكت خيالي وعالمي انت في ذاكرتي اينما ذهبت وانت في روحي اينما غدوت قدمت لشعبك الكثير والكثير فاصبح وطني الغالي من اجمل وازهى بلدان العالم …
بدا وجهها تحت ضوء القمر مسودا شاحبا ,وقد خرجت لتوها من فم الموت . كان وجهها يتصبب عرقا وجسدها متضعضعا , وبالكاد جمعت جسدها على بعضه, وزحفت به مبتعدة عن المكان قليلا ,ثم جرت الصغير الذي لفظه رحمها للتو , وقد أطلق صرخة قوية تعلن حياته , كان قطعة لحم صغيرة رخوة رطبة , حثت التراب على مكان مخاضها . أحست بآلام في كل جسدها ,ولكنها كانت تريد أن تسبق ضوء الفجر؛ فالليل قد مضى ثلثاه , ولم يتبقَ منه إلا الثلث الأخير وها قد اقترب أذان الفجر . نظرت في وجهه المتسخ نظرة حانية وقبلته ثم مسحته ببعض خرق
كم علي أن أعانق صوت الريح ! كم علي أن أجدل الضوء من بؤرة الظلام ! أمتطي هزائمي وأشهر عجزي وتفلس ذاكرتي من صور الحياة مسكونة بالفراغ ممتلئ رأسي بعويل المساء تتسع دوائر الموت وتتسع معها لهفتي تنفث النهاية غبارها في وجهي أرتطم بجدار الصمت تتكسر المعاني تعتصر رمقها الأخير تجتاح رأسي فوضى تأبى أن تغادر حتى تترك لي ارتباك المعاني ونقص الكلمات وتشتت الحروف آهٍ أيها الساكن في عمق الذات, كم يقتلني صمتي ! كم يجرفني للهوة السحيقة خوف وهواجس ! آه ٍ أيها المقيم لم تبرح , دع لي بعض الرمق فلا أحد يهتم الجوهرة