فيمَ تفكر ؟ لم تغلف أفارك بأغلفة سميكة ? و لم وضعت حولها سجونا وأسوارا ؟ اعبر نحوي مجتازا الزمن والمدى . ولا تقف عند تلك الأبواب المغلقة دون أن تقرعها .فالأبواب لاتفتح إن لم تقرع . تذكرني جيدا أيها العابر إلى رذاذ وقت انسحب مجرجرا ذيول هزائمك , أني هنا في عمق عمق الزمن المنسرب إلى كل تفاصيل الحياة التي تلفك. فيمَ تفكر —فيم تفكر ؟ اجتز المسافات المعلقة بيني وبينك والفراغ ,ولا ترحل قبل أن تلوح بيدك فأدري أنك راحل . قم إلى منفاك وابق فيه فما عادت حياة المنافي تقبلني وما عدت أقبلها . افرغ ما في
فتح عينيه ببطء و استوى جالس على مرقده غير الوثير وقد امتزج صوت زوجته بهيرة بصوت أخته الكبرى صراخا كأنه توقيت يستيقظ عليه كل يوم. تمتم لا عنا كل النساء خرج من غرفته . بدا أمامهما قزما وإن لم يكن كذلك كانت كلاهما تحاول أن ترفع صوتها أعلى وقد زادت نبرة صوتيهما حدة عندما وقف ببلاهة ينظر إليهما وكأنما تتنافسان على جذبه للصراع الدائر بينهما. قالت زوجته التي كانت في الخمسين ولكنها بدت قوية ببنية صحية , صارخة :أنت يا رجل , لم لا تسكت أختك لقد تجاوزت حدها ؟ صرخت أخته: بل لم لا تبلعين لسانك أنت ؟ كانت
الهآوية
الكاتب: آخر العنقود
أبتسمت عندمآ رأيته يقف أمآمي .. ينظر إلي وفي عينيه سؤآل ..هل نسيته؟!وكيف أنسى من كآن لي
فرحتي وحزني ..سعآدتي وشقآئي .. كنآ جسدين بروح أنت أنا .. وأنا أنت ..
لله هذه الأفكار التي تسوقني كما يسوق الضرير الضرير , ثم تقف بي عند بوابة يقولون عنها الحياة ,وتضع يدي على مقبض البوابة وتهمس : انتهى دوري . ثم تضمحل بين سرب من الأوهام,تحط بلا إذن في مسام الذهن تظللني وتسكب من مخاوف العمر الآفل لزوجة الموت وبرودته , وتهطل بعدها أفكار مجنونة تنهل من صبري وتطوح بي في صحراء سنوات القحط والمجاعة . لا شيء هنا يمكن أن يرى ولا شيء هنا يمكن أن يحس كل شيء بات كخيوط الظل الأسود . وأحاول أن أخنق شهقات النزف الأخير فتخونني قواي ويدركني ضعفي . قاصرة يميني وعاجز ساعدي ومكشوف ظهري