لست كجبل تعوي حوله أصداء الريح . لا , أنت الريح بذاتها التي ترتجف لها الأشجار وتمر بقمم الجبال لتحنيها فلا تستطيع فتؤوب خرساء من حيث جاءت . لست الريح التي تعوي في صمت الكون لا,أنت هذاالضجيج الذي يسكنهاعويلا يحاول أن يثقب أذن الكون بصوته الثاكل فلايستطيع فيعود كسهم مرتد على نفسه. لست الضجيج الذي جلج في الكون لا,أنت العويل المكدس بحزن الأبدية ,تحاول أن ينصت لك الكون فلا يأبه لك فتنكفئ على نفسك خائب الروح كسير الخطى. لست العويل الممتلئ بخيباته لا , أنت الروح التي فاضت نقاء نحو السماء وهبطت للأرض مطرا تبحث عن ذاتها فلم تجد غير
يتيمان يجمعهما المطار كلاهما يقصد سلوه ؛ السفر … تأخر موعد إقلاع طائرتهما أحدهما يتيم توفى والديه .. والآخر وجد ذاته في دار رعاية من غير والدين ..!! ينشأ الحوار كمدخل روحين ألفتا بعضهما في لحظات وقتية عابرة في صالة مطار يعج بأطياف من البشر ..!!. حوار بين يتيمين .. !! لطالما آمنت أن الأرواح جنود مجندة هذا ما جال بذهني وشعوري يتجذر أن من يجاور مقعد انتظاري رجل أعرفه دون أن ألتقيه …!! آآآآه يا ضجيج المطارات يختصر لنا فلسفة الحياة, يكون محطة زحام متسارع.ناس .قادمون..وناس مغادرون..فرح.. .. استقبال .. دموع فرح .. ودموع فراق ) ..!! سأكتفي
حين تتضخم الأنا عند بعضهم يظن أنه الشريف الكريم, وأن غيره ذباب لا قيمة له . هؤلاء ليسوا إلا مسخ بشر لعبت برؤوسهم التربية السيئة والمجتمع الذي حقنهم بالقبلية والمناطقية وأشعرهم أنهم الأنقى دما والأفضل عرقا .وهو يعرف حق المعرفة من أين جاء وإلى أين سيذهب ؟أسأله سؤلا من أين خرجت للدنيا وإلى أين ستذهب حين تنسل روحك كقطرة تافة ؟ والله سبحانه خلقنا جميعا من تراب ونفخة الروح ,أما أنت فانصعت للتراب فصرت أحقر من التراب, ونسيت نفخة الروح التي لو توقدت فيك لسمت بك ورفعتك عن حقارة الاعتقاد أنك الأفضل نسبا والأحسن أصلا . يا الله ,كيف يحسب
تألقت في روحي كشمس في صبح يوم شاتٍ وأرسلت روحك خلف حجب الموت تقول لي لم أغب عنك . عرفتك مذ عرفت نفسي ولكن غيابك أفقدني صواب الحُكم فزلت خطاي وتهت بحثا عنك . وها أنا أعود إليك كما أنا ومعي ركام خيبات وغبار انكسارات وحروب خاسرة فماذا يمكنك ان ترمم في هذه الروح بعد ؟ ألم تجتاز الوجود وبوابات السماء وترحل ؟ لم رحلت وتركت في روحي تلك الندبة التي لا يداويها شيء ؟ إن روحي لن تجد مكانها ولا لحمتها إلا أن جازت السماء إليك .ابن السماء أنت, وإن انقضت أيام عمرك بين أبناء التراب . ها أنت
ما كنت أعرف كيف أبدا هذه القصة الغريبة . وغرابتها المحيرة لا تكمن في شدة واقعيتها مع عدم الثقة في أن تكون حقيقة . هي لم تولد بعد لكنها جاءت على أية حال من الماضي وحلت في الحاضر وصارت هي . رغما عنها تشكلت كما لم ترد وصارت مزيجا من مجموعة أسئلة محيرة لم تتمكن هي من أن تجيب عليها فامتلأت بالحيرة وكبرت بها . لا زلت أذكر تلك الصفرة الغامضة المحزنة عند الغروب التي تكسو ذلك الدهليز الصغير الذي كنا نجلس فيه صغارا نستذكر دروسنا ونكتب واجباتنا المدرسية . غموض الساعة تسلل إلى روحي غموضا أبديا . وها أنا